قبل أكثر من خمسين عاما تقريبا في الموصل تثاءب بعض الحضور في قاعة (ملتقى المربد الشعري)!!
وأوشك آخرون على مغادرتها!!!!
لمّا قام شاعر يمني (كفيف)
بشعره الأجعد
وآثار (الجدري) تكسو وجهه
وسار بهدوء
وهو يمسك بالرجل الذي يقوده
وصعد إلى المنبر
وهو يمسح أنفَه بِكُمِّ معطفِه
مما أثار بعضا من اللغط والدهشة في القاعة التي كانت تغصُّ بجمهور حساس محب للشعر..
وأوشك آخرون على مغادرتها!!!!
لمّا قام شاعر يمني (كفيف)
بشعره الأجعد
وآثار (الجدري) تكسو وجهه
وسار بهدوء
وهو يمسك بالرجل الذي يقوده
وصعد إلى المنبر
وهو يمسح أنفَه بِكُمِّ معطفِه
مما أثار بعضا من اللغط والدهشة في القاعة التي كانت تغصُّ بجمهور حساس محب للشعر..
تنحنحَ (عبدالله البردوني) ثم بدأ يقرأ قصيدته
(أبو تمام وعروبة اليوم)
والتي يعارض بها قصيدة الشاعر العباسي (حبيب بن أوس) الشهير (بأبي تمام) التي يقول في مطلعها:
(أبو تمام وعروبة اليوم)
والتي يعارض بها قصيدة الشاعر العباسي (حبيب بن أوس) الشهير (بأبي تمام) التي يقول في مطلعها:
السيف أصدق إنباءً من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
في حده الحد بين الجد واللعب
فألقى (البردوني) قصيدته بصوت أخَّاذ، جميل، وبأداء تستحقه تلك القصيدة الجميلة،فقال:
ما أصدقَ السيف إنْ لم ينْضِهِ الكذِبُ
وأكذبَ السيف إن لم يصدق الغضبُ
وأكذبَ السيف إن لم يصدق الغضبُ
أدهى من الجهل ، عِلْمٌ يطمئنُّ إلى
أنصافِ ناسٍ طغوا بالعلم واغتصَبوا
أنصافِ ناسٍ طغوا بالعلم واغتصَبوا
قالوا همُ البَشَرُ الأرقَى، وما أكلوا
شيئاً ، كما أكلوا الإنسانَ أو شربوا
شيئاً ، كما أكلوا الإنسانَ أو شربوا
!!!!!!!!!!!!!!!👏�👏�👏�👏�
وأدهشت المفاجأة الجميع!!!!!
ووقف الحاضرون إعجاباً وفي القوم فطاحل الشعراء أمثال:
👈نزار قباني
👈والبياتي
👈وغيرهم
ووقف الحاضرون إعجاباً وفي القوم فطاحل الشعراء أمثال:
👈نزار قباني
👈والبياتي
👈وغيرهم
إذ لم يكن من المتوقع أنَّ رجلا كفيفا بمثل تلك الهيئة يمكن أن يُفاجئ القاعة بمثل هذه الأبيات!!!!
وسجل (البردوني) إبداعه بأحرف من نور وهو يخاطب (أبا تمام) بقوله:
وسجل (البردوني) إبداعه بأحرف من نور وهو يخاطب (أبا تمام) بقوله:
(حبيب) وافيتٌ من صنعاء يحملني نسرٌ وخلف ضلوعي يلهثٌ العرب
وتصاعد البردوني في إلقائه حتى شدَّ الحاضرين من أدباء وشعراء، وجمهور على مستوى عال من الاستجابة، إلى قصيدته، وهو يقول:
تســـــعون ألفـــــــاً ل(عمّوريـة) اتَّقَدوا
وللمنجم قالـوا : إننـــــــــا الشُّــــــهُبُ
وللمنجم قالـوا : إننـــــــــا الشُّــــــهُبُ
قيل انتظارِ قطافِ الكرم ما انتظروا
نُضْجَ العناقيـد ، لكنْ قبلَها التهبوا
نُضْجَ العناقيـد ، لكنْ قبلَها التهبوا
واليوم تسعون مليوناً ، وما بلغوا
نضجاً ، وقد نضجَ الزيتونُ والعِنَبُ
نضجاً ، وقد نضجَ الزيتونُ والعِنَبُ
ومثل هذين البيتين:
ماذا أحدِّثُ عن صنعاء يا أبتي؟
مليحةٌ عاشـقاها: السِّـلُّ والجرَبُ
مليحةٌ عاشـقاها: السِّـلُّ والجرَبُ
ماتتْ بصندوقِ (وضَّاحٍ) بلا ثمنٍ
ولم يمُتْ في حشاها العشقُ والطرَبُ
ولم يمُتْ في حشاها العشقُ والطرَبُ
أو مثل قوله:
ماذا أتعجبُ من شيبي على صِغَرٍ
إني ولدتُ عجوزا ، كيفَ تعتَجِبُ ؟
إني ولدتُ عجوزا ، كيفَ تعتَجِبُ ؟
وعندما نزل عن المنبر ظل التصفيق يتوالى، ثم التفَّ حوله العشرات، في القاعة وفي صالة فندق الإدارة المحلية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق