( ومضات من حياة الامام يحي بن محمد بن حميد الدين ) رقم ٥
( لماذا الافتراء والزيف والتزوير ) ..
بقلم المؤرخ : محمد بن محمد طعيمان ...
كم ذكرت في مقالات سابقة لي عن المؤضوع اعلاه وغيره ، ان قاعدة " التاريخ يكتبه المنتصر " لا تعنيني وتلك قاعدة المؤرخ الضعيف او المؤرخ المزيف او المؤرخ التابع للحاكم والسلطان او ما يشبهم ، ولهذا فلقد عزمت في سفري التاريخي الذي اقوم على قدم وساق بتأليفه وجمع مواده ومصادره على قول الحقائق وإيضاح القاصد والبحث عن الدوافع والوقائع كما كانت بعيد عن العوامل المختلفة والمؤثرات ، ثم ان من الخطاء الكبير ان يبرر البعض الثورات بكيل المظالم والتزوير والافتراءات على من قام عليهم ، وذلك يتجلاء بشكل واضح في اليمن في المنهج الدراسي ثم مذاكرات الاعلام والشخصيات ثم في الكتب المعاصرة التي ألفت في التاريخ ، وذلك مهما كان لن يحجب الحقيقة ولن يغمط الواقع ويخفي معالمه ، فان من كتب فيما ذكر أعلاه اعتقد بانه سوف يحجب الحقائق ويبدلها بالزيف والدجل ولكن هناك صحف صدرت وهناك كتب طبعت منذ ذلك الحين ثم ذاكرة الرواة من كبار السن من عاصروا تلك الفترات ...
ولا يعتقد من ينشر تلك الافتراءات والتشويهات او يدرجها في المناهج او في مذاكراته انه شوه تاريخ بلده بما لم يكن فيه وانه فقد بذلك مصداقيته واذا صدقت اكاذيبه فإنها سوف تكشف لن الكذب حبله قصير ، وذلك يوجد بشكل كبير وواضح في اليمن دون سواها من البلدان ، فكل حاكم ينسف كل جميل في عهد من قبله وذلك لم ينحصر على قبل الثورة وتجد ذلك فيما بعدها ، ولهذا من ضمن سفرنا التاريخي بحثنا بجد واجتهاد حول تاريخ اليمن السياسي من سنة ١٩٠٠ الى سنة ٢٠٠٠م ووجدنا بان اكثر التزوير والتشويه طال الامام يحي بن محمد حميد الدين وفترة حكمه واغلب ما ورد كان افتراء وزيف وتزوير لغرض التبرير ورغم ذلك لم يعدم منصفين ممن كتبوا عن حكم الامام يحي مثل السيد محمد بن محمد زباره في كتابه " نزهة النظر في اعلام القرن الرابع عشر " والسيد احمد محمد الشامي في كتابه " رياح التغيير في اليمن " والعلامة عبدالرحمن طيب بن بعكر في كتابه " كواكب يمانية في سماء الاسلام " عند ترجمته له ...
ولهذا لقد عزمنا استعراض ومضات لكم من بحثنا المذكور وللعلم لقد استعرضت في الومضات السابقة الاتي :
١- و٢ - موقف الامام يحي من وفد الشيعة الأمامية الجعفرية الاثنى عشرية القادم من العراق والذي دعوه الى مذهبهم ورفض ذلك وقام بزجرهم وطردهم مؤكد على فساد منهجهم ومحبته للشيخان ابو بكر وعمر رضي الله عنهم وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم ، ثم ما كان من رده على ابيات صاحب حضرموت " عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف " التي سألها فيها عن رأيه في الشيخان والصحابة رضي الله وتفاصيل ذلك في مقالنا السابق استدلينا عليها بما أورد في كتبه العلامة محب الدين الخطيب ومنها الخطوط العريضة وغيره ...
٣- سعي الامام يحي الحثيث والمستميت لاعتراف منظمة الامم المتحدة بالمملكة اليمانية والمنظمات التابعة لها ، من اجل إيقاف المستعمر البريطاني عند حدوده وكبح مطامعه في ضم شمال اليمن الى المحميات اليمنية المحتلة ، ومن اجل المطالبة باستقلال جنوب اليمن وإعلان وحدته ، ولهذا كما ذكرنا سالفاً وقفت بريطانيا ضد ذلك ودار صراع دبلوماسي وسياسي في المحافل الدولية بين الأمام يحي والمملكة اليمانية المتربع على عرشها وامبرطورية بريطانيا انتهت بنجاح الامام يحي في اعتراف الامم المتحدة بمملكته وذلك جعل بريطانيا تحيك المؤامرات على الامام يحي كما كان فيما بعد ...
٤- قدوم وفد كبير من علماء الاسلام من سائر الأقطار على راسهم العلامة الشيخ " عبدالعزيز الثعالبي " الى العاصمة صنعاء لمقابلة الامام يحي ومقابلته وإعلان مبايعته بالخلافة ووتتويجه خليفة للمسلمين واعتذار الأمام يحي عن ذلك قائل انه ليس اهل لذلك وان ظروف الامة لا تسمح بذلك التي يستعمر الكفار ما يزيد عن خمسة وتسعين في المئة من ارضها ، وإلحاح العلماء عليه بالقبول بلقب خليفة ولو صورياً ورفضه ذلك قائل انه لا يريد الألقاب الغير حقيقية ومرد ذلك الى زهده في الدنياء والحكم كم ذكر العلماء في مذاكراتهم ...
٥ - مقالنا القادم ( الومضة الخامسة ) :-
اتفاقات الامام يحي مع الدول الكبرى " الند بالند " والمساوة في التسهيلات والحقوق ومعاملة الأجانب من غير المسلمين في بلاده " وضرورة التزامهم بانظمة المملكة اليمانية وردع من يخالف ذلك من اي جنسية كان ومحاكمته والأمثلة على ذلك كثيرة كما سيأتي في مقالنا القادم ...
وبعد الومضة الخامسة سوف نذكر العشرات من الومضات بعدها من محاسن الأمام يحي وحكمه الزاهي وجوانب حياته المشرقة ...
وحرصاً منا على اطلاع على القاري الكريم على هذه الحقائق أوردنا هذه الومضات ، ولو اردنا السرد الجاف وغير المقنع لقمنا بإيراد ترجمة للإمام يحيى نحشد المديح المطلق وكلما قيل عنه دون ذكر هذه الومضات التي تعد اكبر الأدلة لنها كانت وجرت على ارض الواقع ولا يقدر ينكرها منكر ...
مع التنبيه ان البعض يظلم الامام يحي مرة ثانية عندما يقارن به الغير وانهم لا يختلفون عنه وانهم قد يسيرون على خطاه ، اللهم اجعلنا ممن يقول الحق فيما يكتب وينشر ما بقينا ، ودمتم بخير ومسرة وسعة ، المخلص ابو مالك ....
( لماذا الافتراء والزيف والتزوير ) ..
بقلم المؤرخ : محمد بن محمد طعيمان ...
كم ذكرت في مقالات سابقة لي عن المؤضوع اعلاه وغيره ، ان قاعدة " التاريخ يكتبه المنتصر " لا تعنيني وتلك قاعدة المؤرخ الضعيف او المؤرخ المزيف او المؤرخ التابع للحاكم والسلطان او ما يشبهم ، ولهذا فلقد عزمت في سفري التاريخي الذي اقوم على قدم وساق بتأليفه وجمع مواده ومصادره على قول الحقائق وإيضاح القاصد والبحث عن الدوافع والوقائع كما كانت بعيد عن العوامل المختلفة والمؤثرات ، ثم ان من الخطاء الكبير ان يبرر البعض الثورات بكيل المظالم والتزوير والافتراءات على من قام عليهم ، وذلك يتجلاء بشكل واضح في اليمن في المنهج الدراسي ثم مذاكرات الاعلام والشخصيات ثم في الكتب المعاصرة التي ألفت في التاريخ ، وذلك مهما كان لن يحجب الحقيقة ولن يغمط الواقع ويخفي معالمه ، فان من كتب فيما ذكر أعلاه اعتقد بانه سوف يحجب الحقائق ويبدلها بالزيف والدجل ولكن هناك صحف صدرت وهناك كتب طبعت منذ ذلك الحين ثم ذاكرة الرواة من كبار السن من عاصروا تلك الفترات ...
ولا يعتقد من ينشر تلك الافتراءات والتشويهات او يدرجها في المناهج او في مذاكراته انه شوه تاريخ بلده بما لم يكن فيه وانه فقد بذلك مصداقيته واذا صدقت اكاذيبه فإنها سوف تكشف لن الكذب حبله قصير ، وذلك يوجد بشكل كبير وواضح في اليمن دون سواها من البلدان ، فكل حاكم ينسف كل جميل في عهد من قبله وذلك لم ينحصر على قبل الثورة وتجد ذلك فيما بعدها ، ولهذا من ضمن سفرنا التاريخي بحثنا بجد واجتهاد حول تاريخ اليمن السياسي من سنة ١٩٠٠ الى سنة ٢٠٠٠م ووجدنا بان اكثر التزوير والتشويه طال الامام يحي بن محمد حميد الدين وفترة حكمه واغلب ما ورد كان افتراء وزيف وتزوير لغرض التبرير ورغم ذلك لم يعدم منصفين ممن كتبوا عن حكم الامام يحي مثل السيد محمد بن محمد زباره في كتابه " نزهة النظر في اعلام القرن الرابع عشر " والسيد احمد محمد الشامي في كتابه " رياح التغيير في اليمن " والعلامة عبدالرحمن طيب بن بعكر في كتابه " كواكب يمانية في سماء الاسلام " عند ترجمته له ...
ولهذا لقد عزمنا استعراض ومضات لكم من بحثنا المذكور وللعلم لقد استعرضت في الومضات السابقة الاتي :
١- و٢ - موقف الامام يحي من وفد الشيعة الأمامية الجعفرية الاثنى عشرية القادم من العراق والذي دعوه الى مذهبهم ورفض ذلك وقام بزجرهم وطردهم مؤكد على فساد منهجهم ومحبته للشيخان ابو بكر وعمر رضي الله عنهم وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم ، ثم ما كان من رده على ابيات صاحب حضرموت " عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف " التي سألها فيها عن رأيه في الشيخان والصحابة رضي الله وتفاصيل ذلك في مقالنا السابق استدلينا عليها بما أورد في كتبه العلامة محب الدين الخطيب ومنها الخطوط العريضة وغيره ...
٣- سعي الامام يحي الحثيث والمستميت لاعتراف منظمة الامم المتحدة بالمملكة اليمانية والمنظمات التابعة لها ، من اجل إيقاف المستعمر البريطاني عند حدوده وكبح مطامعه في ضم شمال اليمن الى المحميات اليمنية المحتلة ، ومن اجل المطالبة باستقلال جنوب اليمن وإعلان وحدته ، ولهذا كما ذكرنا سالفاً وقفت بريطانيا ضد ذلك ودار صراع دبلوماسي وسياسي في المحافل الدولية بين الأمام يحي والمملكة اليمانية المتربع على عرشها وامبرطورية بريطانيا انتهت بنجاح الامام يحي في اعتراف الامم المتحدة بمملكته وذلك جعل بريطانيا تحيك المؤامرات على الامام يحي كما كان فيما بعد ...
٤- قدوم وفد كبير من علماء الاسلام من سائر الأقطار على راسهم العلامة الشيخ " عبدالعزيز الثعالبي " الى العاصمة صنعاء لمقابلة الامام يحي ومقابلته وإعلان مبايعته بالخلافة ووتتويجه خليفة للمسلمين واعتذار الأمام يحي عن ذلك قائل انه ليس اهل لذلك وان ظروف الامة لا تسمح بذلك التي يستعمر الكفار ما يزيد عن خمسة وتسعين في المئة من ارضها ، وإلحاح العلماء عليه بالقبول بلقب خليفة ولو صورياً ورفضه ذلك قائل انه لا يريد الألقاب الغير حقيقية ومرد ذلك الى زهده في الدنياء والحكم كم ذكر العلماء في مذاكراتهم ...
٥ - مقالنا القادم ( الومضة الخامسة ) :-
اتفاقات الامام يحي مع الدول الكبرى " الند بالند " والمساوة في التسهيلات والحقوق ومعاملة الأجانب من غير المسلمين في بلاده " وضرورة التزامهم بانظمة المملكة اليمانية وردع من يخالف ذلك من اي جنسية كان ومحاكمته والأمثلة على ذلك كثيرة كما سيأتي في مقالنا القادم ...
وبعد الومضة الخامسة سوف نذكر العشرات من الومضات بعدها من محاسن الأمام يحي وحكمه الزاهي وجوانب حياته المشرقة ...
وحرصاً منا على اطلاع على القاري الكريم على هذه الحقائق أوردنا هذه الومضات ، ولو اردنا السرد الجاف وغير المقنع لقمنا بإيراد ترجمة للإمام يحيى نحشد المديح المطلق وكلما قيل عنه دون ذكر هذه الومضات التي تعد اكبر الأدلة لنها كانت وجرت على ارض الواقع ولا يقدر ينكرها منكر ...
مع التنبيه ان البعض يظلم الامام يحي مرة ثانية عندما يقارن به الغير وانهم لا يختلفون عنه وانهم قد يسيرون على خطاه ، اللهم اجعلنا ممن يقول الحق فيما يكتب وينشر ما بقينا ، ودمتم بخير ومسرة وسعة ، المخلص ابو مالك ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق