تقدم احد الوفود الاجنبية الى الإمام يحيى بطلب الحصول على امتياز استثمار مملحة الصليف فرفض بشدة وقال الا تعلمون ان اسباب استعمار الهند والصين هو منح حكومات هذه البلاد للأجانب رخصاً باستخراج الملح وزيت الكيروسين وغيرهما من المصالح انني افضل أن نبقى انا وشعبي فقراء نأكل القصب - عود الذرة- ولا ادخل الاجانب او أمنحهم امتيازات مهما كان في إدخالهم البلاد من الفائدة والثروة ويرى الإمام أين الهند والصين اليوم؟! لقد بلغ خوف الإمام من الاجانب مبلغه الى درجة ان الإمام قد امر الجند بمرافقة أي اجنبي منذ دخوله حدود اليمن حتى يصل صنعاء ثم يظل الجندي مرافقاً له في كل حركاته وسكناته حتى خروجهم الى الاسواق، وهذه السياسة قد جعلت كثيراً من دول العالم تتخوف من الإمام وتعمل على ارسال وفودها تحت مسميات ممثلين لها او غيرها من المسميات وكانت الغاية الحقيقية هي التجسس على اليمن والاطلاع على حالته عن كثب وقرب ففتح لهم الإمام الباب من حيث لا يحتسب ولكنهم لم يجدوا شيئاً من مقومات الحضارة ولا حتى من مقومات الدولة المعاصرة التي قد تخيفهم وتهدد مصالحهم في المنطقة بل انعكس تماماً ولطالما عبروا عن ذهولهم وصرختهم للحياة الظلامية التي يعيشها الشعب اليمني، من جور سلطة استبدادية وجامدة وجاثمة على صدر أمة لا تملك وسيلة لدفع هذا الظلم واذا برز من بينها من يفقه هذا الجور حبس او شرد او قتل حتى لو كانت المطالبة في حدها الأدنى وحتى لو تضمنت كلمات الولاء له ولحكمه ولعل في مذكرة لجنة الدفاع اليمني التي بعثتها الى الإمام يحيى من لندن تلخيص لواقع الحال في اليمن في الاربعينات والمطالب التي كان يطالب بها بعض رجالات اليمن..
لقد بدأت المذكرة التي ارسلت من 13 محرم 1366 هـ الى الإمام يحيى بما مضمونه: مولانا صاحب الجلالة نعرض اليكم قضية ابنائكم اليمانيين المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم، واوذوا وعذبوا في وطنهم فتركوه غير راغبين عنه ولا مستبدلين به غيره، وقد تاهوا وهاموا على وجه الارض من جور ظلم اولادكم السيوف الميامين الذين اذهبوا الحرث والنسل وقضوا على حياتهم..كما وصفوا في الرسالة حجم هذه المظالم وقالوا: يا صاحب الجلالة ان هناك نساء ترملن وبنين ضاعوا وبنات تيتمن بعد الازواج والآباء الذين قضي على حياتهم في غياهب السجون ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر والى الآن لم يحاكموا ولم يعرف ذنبهم، وقد سبق للجنة الدفاع اليمني أن ابرقت لجلالتكم في شهر رمضان تستعطفكم الافراج عن المسجونين او محاكمتهم وانصاف المظلومين والتخفيف عن المعذبين وقد رجع جوابكم بما تضمنه.. ويضيف مضى هذا الزمن الطويل في ملك جلالتكم السعيد وانتم تتمتعون باستقلال كامل وراحة وطمأنينة ولكنكم لم تفكروا، ولم تلفتوا نظركم الى هذه الأمة المخلصة لجلالتكم ولم تتفقدوها في جميع احوالها واطوارهها وفاء بحقها، وانجازاً لعهودكم ووعودكم التي عقدتموها معها في إبان دولتكم وفي هاتيك الأوقات الحرجة التي بذلت فيها اموالها وشبابها في سبيل نصرتكم.. وتختم المذكرة بأن: الجمعية قد اجمعت امرها ومطالبها المعتبرة المحترمة وابرزتها أمامكم وأمام العالم على لسان هذه الجمعية وبموافقتكم لإنجاز هذه المطالب تكونون قد ختمتم آخر حياتكم برضى الامة والترحم عليكم ولن تخلص ذمتكم ولن تحصل براءتكم بذلك وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـــــــــــــــ
صوره لسياف الإمام الوشاح بعد تنفيذ حكم الأعدام بحق بعض الثوار.
لقد بدأت المذكرة التي ارسلت من 13 محرم 1366 هـ الى الإمام يحيى بما مضمونه: مولانا صاحب الجلالة نعرض اليكم قضية ابنائكم اليمانيين المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم، واوذوا وعذبوا في وطنهم فتركوه غير راغبين عنه ولا مستبدلين به غيره، وقد تاهوا وهاموا على وجه الارض من جور ظلم اولادكم السيوف الميامين الذين اذهبوا الحرث والنسل وقضوا على حياتهم..كما وصفوا في الرسالة حجم هذه المظالم وقالوا: يا صاحب الجلالة ان هناك نساء ترملن وبنين ضاعوا وبنات تيتمن بعد الازواج والآباء الذين قضي على حياتهم في غياهب السجون ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر والى الآن لم يحاكموا ولم يعرف ذنبهم، وقد سبق للجنة الدفاع اليمني أن ابرقت لجلالتكم في شهر رمضان تستعطفكم الافراج عن المسجونين او محاكمتهم وانصاف المظلومين والتخفيف عن المعذبين وقد رجع جوابكم بما تضمنه.. ويضيف مضى هذا الزمن الطويل في ملك جلالتكم السعيد وانتم تتمتعون باستقلال كامل وراحة وطمأنينة ولكنكم لم تفكروا، ولم تلفتوا نظركم الى هذه الأمة المخلصة لجلالتكم ولم تتفقدوها في جميع احوالها واطوارهها وفاء بحقها، وانجازاً لعهودكم ووعودكم التي عقدتموها معها في إبان دولتكم وفي هاتيك الأوقات الحرجة التي بذلت فيها اموالها وشبابها في سبيل نصرتكم.. وتختم المذكرة بأن: الجمعية قد اجمعت امرها ومطالبها المعتبرة المحترمة وابرزتها أمامكم وأمام العالم على لسان هذه الجمعية وبموافقتكم لإنجاز هذه المطالب تكونون قد ختمتم آخر حياتكم برضى الامة والترحم عليكم ولن تخلص ذمتكم ولن تحصل براءتكم بذلك وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـــــــــــــــ
صوره لسياف الإمام الوشاح بعد تنفيذ حكم الأعدام بحق بعض الثوار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق